مع اقتراب فترة التوقف الدولي، شهدت بلدان يلا ڤاموس الثلاثة مباريات نهائية بهيجة في اختتام مواسم الأندية، والتي ألهبت مرة أخرى حماس جماهيرها الشغوفة محليا وفي جميع أنحاء العالم.
لتكن بدايتنا من إسبانيا، حيث برهنت الفرق الإيبيرية مرة أخرى عن هيمنتها على المستوى الدولي. ففي بطولات الرجال، فاز فريق ريال مدريد باللقب الأوروبي المرموق للمرة 15 عقب انتصاره على بوروسيا دورتموند بـ2-0، وذلك بفضل الهدفين اللذان سجلهما كل من داني كارفاخال وفينيسيوس جونيور. ويشكل هذا الفوز امتدادا لفترة هيمنة النادي الذي تمكن من انتزاع ستة انتصارات خلال المواسم العشرة الأخيرة لدوري أبطال أوروبا، وأكمل الفريق الثلاثية هذا الموسم، بعد أن فاز بالدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني.
فيما يخص السيدات، واصل نادي برشلونة للسيدات تحقيق الأرقام القياسية في جميع أنحاء العالم، حيث أكمل الفريق الرباعية التاريخية بإضافة لقب دوري أبطال أوروبا للسيدات إلى انتصاراته التي أحرزها في كل من الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا والسوبر الإسباني. وبفضل أهداف اللاعبتين الدوليتين الإسبانيتين الدوليتين أيتانا بونماتي، الفائزة بجائزة الكرة الذهبية لهذا العام، وقائدة النادي أليكسيس بوتيلاس، استطاع الفريق أن يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في أربع سنوات، حيث هزم فريق ليون بمجموع 2-0 أمام أكثر من 50 ألف مشجع في ملعب سان ماميس في بلباو.
في الجانب الآخر من الحدود، كتب فريق بنفيكا البرتغالي بدوره صفحة جديدة من تاريخ أمجاده في مجال كرة القدم النسائية، حيث أكمل الرباعية المحلية بإضافة الفوز في نهائي بطولة تاكا دي البرتغال فيمينينا إلى انتصاراته السابقة في الدوري البرتغالي للسيدات وكأس الكامب نو الوطنية للسيدات وكأس السوبر البرتغالية للسيدات. وعرف الموسم إقبالا قياسيا للجمهور الذي تجاوز 18,000 متفرج في نهائي تاكا دي البرتغال فيمينينا، حيث أضافت النجمة البرتغالية كيكا نازاريث البالغة من العمر 21 عاما المزيد من الإنجازات إلى رصيدها من خلال حصولها على لقبيْ هدافة الدوري ولاعبة الموسم.
من جانب آخر، عرف موسم الدوري البرتغالي للرجال تتويج سبورتنج لشبونة بطلا للموسم. ونتيجة لهذا الانتصار تحولت الساحة الرئيسية في لشبونة، ساحة ماركيز دي بومبال، إلى بؤرة ملتهبة للاحتفالات. ونظرا لاشتداد المنافسة خلال هذا الموسم، لم يتمكن سبورتينج لشبونة من إضافة المزيد من الألقاب إلى حصيلته، حيث فاز نادي بورتو في الدوري البرتغالي بعد انتصاره في الوقت الإضافي على سبورتينج، وفاز براجا في نهائي الدوري البرتغالي بتمكنه من هزيمة إستوريل بعد سلسلة من المفاجآت.
في المغرب، تميز دوري "بطولة" المحترفين بمنافسة شرسة، حيث تصدر فريق الرجاء البيضاوي الترتيب بفارق نقطة واحدة فقط أمام فريق الجيش الملكي. وبفوزه بنتيجة 3-0 ضد مولودية وجدة ضمن فريق الرجاء إنهاء البطولة بدون هزيمة والفوز باللقب الثالث عشر في تاريخه. وفيما وراء الحدود، حققت الفرق المغربية كذلك نجاحات على المستوى القاري، حيث وصل فريق نهضة بركان إلى نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم قبل أن يستسلم بصعوبة أمام الزمالك المصري في مباراة حضرها 52 ألف مشجع. أما الوداد الرياضي فتمكن من الوصول إلى نهائي النسخة الأولى من الدوري الإفريقي لكرة القدم. غير أنه انهزم أمام ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي بمجموع 3-2 في مباراتين حضرهما أكثر من 95 ألف مشجع في المجموع.
من ناحية أخرى، واصل فريق الجيش الملكي سيطرته على بطولة المغرب للسيدات، حيث فاز باللقب للموسم التاسع على التوالي ولم يخسر سوى خمس نقاط فقط طوال الموسم. وعلى الصعيد الدولي، قدمت الأندية المغربية أيضا أداء جيدا. فريق ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي هو الوحيد الذي تمكّن من هزيمة فريقي نادي سبورتينغ الدار البيضاء والجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا للسيدات، ليحتل الفريقان المركزين الثاني والثالث على التوالي خلف الفريق الجنوب إفريقي. كما وقد حظي التقدم الذي عرفته كرة القدم النسائية في المغرب بتقدير كبير من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF)، حيث نالت لاعبة نادي الجيش الملكي فاطمة تكناوت بجائزة لقب أفضل لاعبة في الدوري، وفازت النجمة الشابة نسرين التشاد بجائزة أفضل لاعبة شابة.
قبل فترة دولية مزدحمة، يأتي تتويج مواسم الأندية في إسبانيا والبرتغال والمغرب ليذكرنا بالاستثمار المستمر لهذه البلدان في كرة القدم، مع وجود أنظمة أكاديمية رائدة وخطوط إنتاج للاعبين، بالإضافة إلى الشغف المذهل للمشجعين والتراث الكروي الغني – وهي كلها عناصر تشكّل في مجملها ملف الترشيح المشترك لاستضافة كأس العالم 2030.
هل تريدون مواكبة آخر الأخبار؟
اشتركوا في نشرتنا الإخبارية لتلقي الأخبار والمقابلات والمحتوى الحصري كل شهر.